Photo by Ekaterina Astakhova on pexels
قالت وقد ملأها اليأس إلا قليلا: "أتحدى نفسي وأكاد أُجبرها وبكل قسوة على الكتابة رغم عجزها الذي أعياني بعدما أعياها وتمكن منها"
مدتْ لي ما كتبت بيدها التي ترك فيها القلم آثاره على أصابعها؛ ليتضح لي أن الأمر قد فاق ما قالته للتو!
ترددتُ في القراءة للحظات.. خوفًا مما سأقرأه، وقلقًا من أن تحكي لها ملامحي عن ردات فعلي التي حرصت على إخفائها..
" أحيا بروح حرة في الخيال وفي ظاهر الحال، ومقيدة في الواقع..
وأعيش بأفكار مختلفة لا يسعها أي صندوق؛ متوارية خلف الجدية، ومحجوبة بالمعايير..
أتحرك وأمضي دائمًا بصعوبة؛ فحركتي إما بطيئة وثقيلة كجنزير ساكن قد سئِم من كثرة تشحيمه فتراكمت طبقات الدهون والأتربة على طوله، أو متهورة وغير متزنة كعجلة سير مُهترِأة، وفي أحسن الأحوال أقف أو أجلس حيث أنا، لا أُحرك ساكنًا ولا أتعرض لأي متحرك..
أشعر وكأن بداخلي غرفة تخزين معزولة في آخر الممر، لا هواء يدخلها ولا نور.. الداخل إليها لا يخرج إلا ريحه، والخارج منها قد ولّى وهرب تاركًا الكثير من الفوضى والفراغ المخيف.. "
شعرتُ بنظراتها التي كانت تحرق كل محاولاتي للبقاء هادئة.. وأحسست بحرارة شديدة وكأني أقف بالقرب من فوهة بركان قد شارف على قذف ما بداخله..
أصاب إحساسي هذه المرة ولكن بطريقة مختلفة.. فلم يقذف البركان بحممٍ بركانية بل بسيلٍ من الدماء.. لم انتبه له إلا بعد أن سقط جسدها على الأرض..
وبقيت ادعو في سري وحتى هذه اللحظة بأن يكون أثر جرحها كـ كالديرا ساكنة، لا يعقبها أي ثوران..
ندى
حُرر في 6 يوليو 2023
تعليقات
إرسال تعليق